شعراء قبل الإسلام
أشار شعراء العرب قبل الإسلام إلى الأم في قصائدهم، متخذين صوراً عديدة من حياتها، ومنهم الطفيل الغنوي، وجليلة، وعروة بن الورد، فقال الغنوي:
يقولون لمّا جمعوا العدوّ شملهم *** لك الأم منّا في المواطن والأبِ
وقالت جليلة في الأم:
تحملُ العينَ كما تحمل *** الأمُ أذى ما تفتلي
أما عروة بن الورد أمير الصعاليك، فقال عن الأم:
فإنّي وإياكم كذي الأم أرهنت *** لهُ ماء عينها تفدي وتحمل
الشعراء المخضرمون
ذكر الشعراء المخضرمون الأم في أبياتهم ومنهم العجّاج، وتميم بن أُبي وحسان بن ثابت الأنصاري، فقال العجّاج:
خواديــــا أهونهـــنّ الأم
بينما قال تميم بن أُبي عن الأم:
وملجأ مهروئين يلفى به الحَيا *** إذا جفلت كُحل هو الأم والأبُ
وقال شعر الرسل صلى الله عليه وسلّم حسان بن ثابت الأنصاري:
جعلتم فخركم فيه لعبدٍ *** من الأم مضنْ يطأ عَفْرَ التُرابِ
في الشعر الأموي
تناول شعراء عصر بني أمية الأم في قصائدهم، ونشير إلى عدد منهم مثل: الفرزدق، والكميت الأسدي، والمغيرة بن حنباء، وثابت قطنة، وجرير، وعلي الغنوي، وعمر بن لجأ التميمي، ومعاوية بن أبي سفيان، ومعن المزني. فأنشد شاعر النقائض جرير عن الأم قائلاً:
أغرّ كان البدر تحت ثيابه *** كريمٌ إلى الأمِ الكريمة والأب
وقوله أيضاً:
على ابنك وابن الأم ذا أدركتهما *** المنايا وقد افنين عاداً وتُبعَا
وكذلك قوله:
حملنا إليها من معاوية التي هي *** الأم تغشى كل فرخٍ منقنقِ
وقال الشاعر الكميت بن زيد الأسدي عن الأم:
وكانت من اللا لا يغيرها ابنها *** إذا ما الغلام الأحمق الأُم غيرَا
وقوله عنها:
كان الأم أم هذه لمّا *** جلوا عنه غطاطة حابلينا
وأما المغيرة بن حنباء فقال في الأم:
تهجو الكرام وأنتَ الأم من مشى *** حسباً وأنتَ العِلْجُ حين تكلم
كذلك أنشد ثابت قطنة عن الأم بقوله:
كل القبائل من بكرٍ تعدهُم *** واليشكريونَ منهم الأم العربُ
قال جرير شاعر النقائض في العصر الأموي:
فما الأمُ التي ولدت أباكم *** بمقرنة النجار ولا عقيم
ويقول علي الغنوي عن الأم:
وكنت ذا لاقيتهم عند كربةٍ *** جمعتُ لهم الأم الكريمة والأبا
بينما قال عمر بن لجأ التميمي:
مــن قبــــــل الأم ومـــن آبائِـــــها
وقال الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان:
خالي وعمي وعم الأم ثالثهم *** وحنظل الخير قد أهدى لي الأرَقا
وآخر شعراء الأمويين معن المزني الذي قال بحق الأم:
فما زلت في ليني له وتعطُفي عليهِ *** كما تحنو على الولدِ الأمُ